الرياضية : متى يستعيد الميلان شبابه و يتخلص من فيروس سان سيرو ؟درست صحيفة الرياضية السورية في تقرير شامل لها أوضاع الميلان المتردية في الدوري الايطالي .
الروزينيري يواجه خطر الغياب عــــــــن دوري الأبطال للموسم المقبل
للعام الثاني على التوالي يقع أنصار ميلان في حيرة ما بعدها حيرة وهم يشاهدون وجهين متناقضين لفريقهم في المنافسات المحلية والأوروبية.. وإذا كانت تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي »العجوزة« قد أسكتت الكثير من المنتقدين في الموسم الفائت من خلال الظفر باللقب القاري للمرة السابعة في تاريخ النادي، فإن الأمر قد لا يتكرر هذه السنة بالنظر إلى عوامل كثيرة..
تساؤلات كثيرة مازالت تبحث عن إجابات مقنعة في البيت الميلاني، ويأتي في مقدمتها: لماذا لم يفز ميلان بأي مباراة على ملعبه سان سيرو في بطولة الدوري المحلي بعد مضي »11« جولة؟ لماذا لم يتم تعزيز صفوف الفريق بلاعبين شبان جدد »إذا ما استثنينا البرازيلي باتو« على الرغم من الحاجة الملحة لتجديد شباب الفرق؟ هل أصبح الميلان خارج نطاق المنافسة على لقب السكوديتو الغائب عن خزائنه منذ العام 2004 وهل سيكون بإمكانه حجز مقعد له في دوري الأبطال في الموسم المقبل؟
غطَّى الفوز بلقب دوري الأبطال في أيار الفائت على حلول فريق ميلان في المركز الرابع في بطولة الدوري المحلي بفارق »36« نقطة عن جاره الانتر الذي ظفر باللقب.. واعتبر الموسم الفائت من المواسم الناجحة بالنسبة للروزينيري.. لكن وبدلاً من تعزيز صفوف الفريق بعدد من اللاعبين خلال سوق الانتقالات الصيفية من أجل الحفاظ على هذه المكتسبات، اكتفت إدارة الميلان »وربما فشلت« بضمّ من هو أفضل من المخضرمين إيمرسون وإبراهيم با، بالإضافة إلى الشاب ألكسندر باتو »الذي لن يتمكن الفريق من الاستفادة من خدماته قبل مرحلة الإياب«.
اليوم.. وبعد إحدى عشرة جولة من عمر الموسم الجديد، ميلان يدخل في أزمة جديدة وإن كانت أسبابها متعددة ولا يمكن أن تُحل بين ليلة وضحاها، وهو ما أقلق جماهير الروزينيري التي باتت تخشى من عدم مشاهدة فريقها في المسابقة الأوروبية الموسم المقبل، خاصة أنه يبتعد عن الصدارة بـ»11« نقطة، في ظلّ تواجد فرق طموحة وقوية قادرة على حجز المراكز الأربعة الأولى في نهاية الموسم مثل الانتر وروما وجوفنتوس وفيورنتينا..
مشكلة أعمار
لا يختلف اثنان على أن تواجد »6« أو »7« لاعبين في التشكيلة الرئيسية ممن تخطوا حاجز الثلاثين من العمر يُصعّب من قدرة الفريق على خوض جميع المباريات المدرجة في روزنامته المزدحمة لهذا الموسم بالسوية ذاتها..
ومن غير المنطقي ألا يتواجد في فريق مثل الميلان لاعبون شبان كما هو الحال في أرسنال ومانشستر يونايتد وروما وبرشلونة..
الطريف في الأمر أن نائب رئيس النادي أدريانو غالياني رفض عقب الهزيمة أمام روما الاعتراف بتقدم معدل أعمار لاعبي ميلان وقال: »يتحدث الكثيرون حول معدل أعمار الفريق ويصفوننا بالنادي العجوز.. شخصياً لا أعتقد أنه من الجيد أن يقل معدل أعمار الفريق عن 30 عاماً في عالم كرة القدم«.
لكن تصريحات غالياني شيء والواقع شيء آخر، إذ بدا جلياً في العديد من المباريات وأبرزها مباراة كاتانيا أن لاعبي ميلان غير قادرين على مجاراة سرعة الخصوم في نقل الكرة بين الخطوط الثلاثة وشن الهجمات المرتدة.
ومشكلة تكتيك
ويفضل البعض الآخر إلقاء اللوم على التكتيك الذي يلعب به المدرب كارلو أنشيلوتي والذي يوصف عادة بـ»أسلوب شجرة الميلاد« أو »4-3-2-1« وهو تكتيك يعتمد على مهاجم واحد..
وليس الأمر بجديد على الميلان، إذ كان أنشيلوتي يعتمد التكتيك ذاته حتى في ظلّ وجود الأوكراني تشيفشينكو، وقد يبرر البعض لأنشيلوتي ذلك من خلال نجاح هذا التكتيك في المواسم الأخيرة، لكن ندرة تسجيل المهاجمين للأهداف في الموسم الحالي يثير أكثر من علامة استفهام، ويكفي القول إن كاكا وحده يتفوق على إنزاغي وجيلاردينو معاً من حيث عدد الأهداف المسجلة في الموسم الحالي..
ومشكلة مهاجمين
قد تبدو هذه المشكلة امتداداً للمشكلة السابقة، حيث إن اللعب بمهاجم واحد يقلل من الفرص التهديفية، لكن واقع الأمر يشير إلى أن كلاً من إنزاغي وجيلاردينو أهدر العديد من الفرص السهلة التي كان بالإمكان أن تحسن كثيراً من وضع الفريق الحالي لو أنه تم استثمارها بنجاح..
ولا يمكن الحكم على البرازيلي رونالدو الذي تعد إصابته »الغامضة« مشكلة بحد ذاتها، إلا أنه يمكن التساؤل: كم كان عدد الأهداف التي سيسجلها لوكا توني أو رود فان نيستلروي أو دافيد تريزيغيه مع الميلان حتى هذه الجولة في ظلّ تواجد أحد أفضل خطوط الوسط في العالم من خلفهم؟ وهل يعقل أن يكون صانع الألعاب المتقدم كاكا هو الهدّاف الأول للفريق؟
ومشكلة حكام
ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال الأخطاء التحكيمية التي »ظُلِم« فيها الميلان هذه السنة و»حُرِم« بسببها من العديد من ركلات الجزاء التي كانت كفيلة بقلب معطيات بعض المباريات.. وهو ما دفع مسؤولي الميلان لإعداد ملف خاص عن الأخطاء التي وقع بها حكام الدوري الإيطالي هذه السنة ورفعه إلى رئيس لجنة الحكام بيير لويجي كولينا للبت بالأمر.
ولم يكن ميلان الفريق الأول الذي يتذمر من الظلم التحكيمي هذا الموسم، إذ سبقه إلى ذلك فريق جوفنتوس، في الوقت الذي أبدى فيه رئيس نادي الانتر ماسيمو موراتي استغرابه من الحديث المتزايد بشأن أخطاء الحكام رافضاً دور »الضحية« التي يحاول الميلان واليوفي لعبه وقال: »لم أشاهد دليلاً واضحاً حول ما يدعيه مسؤولو ميلان واليوفي.. الحكام يقومون بعملهم بشكل جيد، وأعتقد أنهم قادوا مباريات الفريقين بشكل عادل«.
لعنة سان سيرو
قد لا تبدو معظم المشاكل سابقة الذكر جديدة على الميلان الذي سبق له أن عانى من بعضها أو كلها في السنوات الأخيرة، لكن المستغرب هو عدم تمكنه من حصد أي فوز على ملعبه سان سيرو هذا الموسم في بطولة الدوري المحلي وهو أمر حيَّر الكثيرين لدرجة وصلت إلى حد »السخرية«، حيث قال أدريانو غالياني عقب الفوز على شاختار دوينتسك في دوري الأبطال الثلاثاء الفائت: »لا أملك تفسيراً واضحاً، لكن من المفرح أن نعلم أننا سنخوض جميع مبارياتنا المتبقية هذا الشهر خارج سان سيرو، يؤسفني أن مشجعينا لن يفرحوا لانتصاراتنا إلا عبر التلفاز«.
ولعب ميلان الذي يحتل المركز التاسع بـ»14« نقطة ست مباريات فوق ميدانه فتعادل في أربع مع فيورنتينا وبارما وكاتانيا وتورينو وخسر اثنتين أمام روما وإمبولي.. ولم يسجل لاعبو الميلان سوى ثلاثة أهداف في سان سيرو في حين سجلوا »15« هدفاً بعيداً عنه منحتهم »10« نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل وهزيمة.
وجهان لعملة واحدة
ولعل أكثر ما يثير الدهشة في نفوس أنصار الفريق هو أن التشكيلة التي تفشل في تقديم أداء مقنع وتحقيق الفوز في الدوري الإيطالي هي ذاتها التي تفوز في دوري الأبطال على أندية أقوى وبعدد وافر من الأهداف، لدرجة يتندر بها البعض مطالباً بوضع نشيد »الشامبيونز ليغ« قبل بدء مباريات الميلان في بطولة الدوري لعلَّ اللاعبين يقدمون المستوى الذي يظهرون به في المسابقة الأوروبية والتي لا يشكك أحد بامتلاك لاعبي الميلان لخبرتها الكافية، ويحلل المدرب كارلو أنشيلوتي ذلك بالقول: »عندما نسجل في وقت مبكر يفتح الفريق المنافس خطوطه محاولاً التعويض وهذا ما يحصل معنا في دوري الأبطال، ولو أننا فعلنا الشيء ذاته في بطولة الدوري لاختلف الأمر«..
إلى أين يسير الميلان؟
في ظلّ المعطيات السابقة كلها يطرح سؤال مهم جداً: إلى أن يسير الميلان في الموسم الحالي؟ ما لاشك فيه أن المشاركة في دوري الأبطال في الموسم المقبل ستحتل أولوية بالنسبة لمسؤولي ميلان، فالغياب عن هذه البطولة التي تدرّ ذهباً على المشاركين بها سيعد أمراً كارثياً بالنسبة للروزينيري وجماهيره.. لكن الظهور خلال الموسم المقبل في المسابقة سيتطلب بدء تحقيق الانتصارات في سان سيرو.. ولعل المحطة الأولى القادمة للفريق على ملعبه ستشكل أفضل مناسبة للتخلص من الفيروس الذي أصاب لاعبي المدرب أنشيلوتي أمام جماهيرهم، خاصة أن الضيف المقبل لن يكون أحداً سوى الغريم التقليدي جوفنتوس، وذلك في الأول من شهر كانون الأول المقبل، فهل يفعلها الميلان أم أنه سينتظر موعداً آخر قد يطول حتى موعد دربي المدينة مع جاره الانتر قبيل عطلة أعياد الميلاد؟
120 مليون يورو لتعزيز صفوف الميلان
ذكرت صحيفة »كورييري ديلا سبورت« أن رئيس نادي ميلان سيلفيو بيرلسكوني سينفق نحو 120 مليون يورو من أجل تعزيز صفوف الفريق، مقسمة على دفعتين 40 مليوناً في فترة الانتقالات الشتوية وبقية المبلغ في الصيف المقبل.. ويأتي الإيطاليان كانافارو وزامبروتا في مقدمة اللاعبين المطروحين للقدوم إلى الميلان إضافة إلى البرازيلي رونالدينيو ومواطنه أماوري والسويدي كالستروم.