في قمة كروية عربية لم تخل من الإثارة والندية، اكتسح النجم الساحلي التونسي مضيفه النادي الأهلي المصري الجمعة في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
وجاءت المباراة حافلة، حيث يمكن القول إنّها تعدّ أقوى مباراة في تاريخ المسابقة حيث أثبت كلا الفريقين أنهما الأقوى في القارة الأفريقية.
واقتحم النادي الأهلي المباراة بقوة معززا بنحو 100 ألف متفرج غصّت بهم مدرجات ملعب القاهرة الدولي.
وأتيحت للفريق المصري فرصتان واضحتان في ربع الساعة الأول اصطدمت الكرة في إحداهما بالقائم.
في الوقت الذي كان فيه النجم التونسي يخوض المباراة بكثير من الحذر من أجل امتصاص اندفاع الأهلاويين.
وشيئا فشيئا بدأ النجم الساحلي في التقدم أكثر في مناطق النادي الأهلي حيث أتيحت فرصة أولى عن طريق صابر بن فرج الذي مرت كرته خطيرة جانبية.
وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول نجح صابر بن فرج في الهروب من مصيدة التسلل ومرر كرة جانبية دقيقة في عمق منطقة دفاع الأهلي فانبرى لها البديل عفوان الغربي وسددها على يسار الحارس الحضري مفتتحا التسجيل للنجم.
ولم ينتظر الأهلي كثيرا في بداية الشوط الثاني حيث نجح منذ دقيقته الثالثة في تسجيل هدف التعادل بواسطة عماد النحاس الذي طرد إثر ذلك بنحو 12 دقيقة، وهو ما أدخل الاضطراب في صفوف فريقه.
واضطر المدرب البرتغالي للأهلي جوزيه مانويل إلى تغيير مهاجمه الأنغولي جيلبرتو قصد إعادة التوازن إلى خطّ وسط الميدان.
ورغم أنّ الأهلي زاد من ضغطه إلا أنّ النجم الساحلي كاد يسجل في إحدى المناسبات غير أنّ كرة الشرميطي اصطدمت بالقائم.
وأثبت النجم في ربع الساعة الأخير قوته وأفضليته على الفريق المصري حيث صنع لاعبوه عديد الفرص وقدّموا الدليل على تصريحات الخبراء بأنّ كرة القدم الأفريقية مقدمة على فترة من سيطرة هذا الفريق عليها حيث أنّ معدّل أعمار لاعبيه لا تتجاوز 21 عاما.
وبعد أن استنفد الأهلي كلّ طاقاته البدنية، نجح النجم الساحلي في السيطرة على بقية ردهات المباراة وسجّل الهدف القاتل في الدقيقة الثانية والتسعين بواسطة أمين الشرميطي.
وفي الدقيقة الخامسة والتسعين أطلق موسى ناري رصاصة الرحمة بتسجيله الهدف الثالث لمصلحة النجم الذي أحرز اللقب للمرة الأولى في تاريخه وليضمن تمثيل القارة الأفريقية والعرب في بطولة العالم للأندية في ديسمبر/كانون الأول باليابان.
وجاءت نهاية المباراة شبيهة بنهاية مباراة النسخة السابقة في تونس، عندما تعادل الأهلي والصفاقسي التونسي ذهابا دون أهداف وفي مباراة العودة برادس، سجّل أبوتريكة هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع.
وخاض الأهلي اللقاء بأفضلية نسبية، إذ كانت مباراة الذهاب التي جرت في مدينة سوسة بتونس في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد انتهت بالتعادل السلبي، مما صعب مهمة النجم الساحلي التونسي، وسهل، على الورق، مهمة الأهلي الذي يستضيف المباراة على أرضه وبين جمهوره في استاد القاهرة الدولي.
ودخل النادي الأهلي المباراة وهو يطمح إلى الإنفراد بالرقم القياسي في عدد مرات إحراز لقب هذه البطولة بالفوز لسادس مرة بكأس هذه البطولة، حيث سبق لحامل اللقب أن أحرز خمسة ألقاب سابقة، اثنان منها في النسختين السابقتين من البطولة أعوام 2005 و2006، وهو رقم قياسي يشاركه فيه خصمه التقليدي في الدوري المصري، فريق الزمالك.
أما النجم الساحلي التونسي، فلم يسبق له أن أحرز لقب دوري أبطال أفريقيا، ولكنه سبق وأن كان وصيفا لهذه البطولة في مناسبتين، الأولى في بطولة 2004 حيث خسر النهائي أمام الفريق النيجيري إنيمبا بركلات الترجيح بعد أن تعادل الفريقين في مجموع أهداف مباراتي الذهاب والإياب، والثانية في بطولة 2005 وخسرها أمام فريق الأهلي المصري، في سيناريو شبيه بمجريات البطولة الحالية حتى الآن.
فقد انتهت مباراة الذهاب بين الأهلي والنجم بالتعادل السلبي على أرض النجم التونسي، ثم تعرض الفريق التونسي للخسارة بثلاثية نظيفة في مباراة الإياب، وبالتالي، دخل النجم الساحلي المباراة وهو يأمل بألا يكرر التاريخ نفسه.
وكان النادي الأهلي المصري يأمل بألا يؤثر غياب نجمه في خط الوسط، محمد بركات عن المباراة، حيث تحصل اللاعب على بطاقة صفراء مثيرة للجدل في مباراة الذهاب، وكان له سلفا بطاقة صفراء أخرى في البطولة، مما أدّى إلى غيابه عن مباراة الجمعة المصيرية.
وضغط مسؤولو النادي الأهلي والصحافة المصرية قبل المباراة على الاتحاد الأفريقي من أجل حذف البطاقة، غير أنّ احتجاجات النجم القوية دفعت بالاتحاد إلى تثبيتها.
ودخل النجم الساحلي التونسي المباراة هو الآخر، من غياب لاعبين اثنين من خط دفاعه، الأول هو قائد الفريق النجم سيف غزال، وذلك لحصوله على بطاقتين صفراوين، والثاني هو مهدي مرياح، وذلك بعد حصوله على بطاقة حمراء في مباراة الذهاب بتونس
موقع CNN