قالت الاتحاد الأمريكي للحريات إن الأساليب تجاوزت المقبول
أظهرت مذكرة أن أبرز جنرال أمريكي في العراق خول بأساليب للاستجواب من بينها استخدام الكلاب وإبقاء السجناء في أوضاع متعبة وتغييب الحواس.
وقد حصل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية على الوثيقة عبر القانون الأمريكي لحرية المعلومات.
وكانت الوثيقة المؤرخة في سبتمبر/أيلول 2003 موقعة من جانب قائد القوات الأمريكية في العراق آنذاك، الجنرال ريكاردو سانشيز.
ويقول الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن تلك الأساليب تتجاوز ما هو مقبول عموما وتطالب بمحاسبة الجنرال سانشيز.
وقد خولت المذكرة باستخدام أساليب من بينها الإبقاء على السجناء في أوضاع متعبة، واستخدام موسيقى صاخبة والتحكم في الإضاءة، وتغيير أنماط النوم.
كما تخول المذكرة باستخدام كلاب الجيش المكممة، وتقول المذكرة بـ"استغلال خوف العرب من الكلاب مع الحفاظ على الأمن خلال الاستجواب".
وتم التخلي عن استخدام الكلاب، وغيرها من الوسائل الأخرى، والتي تطلبت جميعها موافقة الجنرال سانشيز، بعد ذلك بشهر بسبب معارضة محاميي الجيش.
ويقول الجنرال سانشيز إنه كان من المطلوب الحصول على تصريح مسبق في كل مرة يطلب اللجوء لأي من هذه الأساليب، ويضيف أنه لم يعط أي تصريح بذلك.
"يتجاوز حدود الجيش"
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد رفضت بادئ الأمر الكشف عن المذكرة بناء على اعتبارات الأمن القومي، غير أنها أعطتها للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الجمعة بعد أن طعن الاتحاد في ذلك في ساحة القضاء مستندا إلى قانون حرية المعلومات.
ويقول الاتحاد إن 12 أسلوبا على الأقل من بين 29 أسلوبا مدرجا في الوثيقة يتجاوز بكثير الحدود التي يتقيد بها الجيش ميدانيا.
تولى الجنرال سانشيز القيادة من يونيو 2003 حتى يوليو 2004
|
وقال أمريت سينج المحامي باتحاد الحريات المدنية في تصريح للاتحاد "خول الجنرال سانشيز بأساليب للاستجواب تنتهك بشكل واضح معاهدات جنيف ومعايير الجيش نفسه".
وأضاف "يتعين أن يتحمل هو وغيره من المسؤولين الكبار المسؤولية عن الانتهاكات الواسعة للمحتجزين".
ومن بين الأساليب التي انطوت عليها المذكرة "التحكم في البيئة" من قبيل تغيير حرارة الغرفة سخونة أو برودة أو استخدام "رائحة كريهة"، أو عزل أحد السجناء، وعرقلة أنماط النوم العادية.
كما سمحت أيضا بما أطلق عليه أسلوب "العلم المزيف"، المنطوي على "إقناع المحتجز بأن أفرادا من بلد غير الولايات المتحدة يقومون باستجوابه".
يذكر أن الوقت الذي أمضاه الجنرال سانشيز قائدا للقوات العراقية شهد اعتداء القوات الأمريكية على السجناء في سجن أبو غريب ببغداد.
وقد أدت تلك الانتهاكات، التي ظهرت بالصور لمعتقلين عراة ومغطي الرأس، لإثارة انتقادات دولية واسعة.
وتوصلت تحقيقات الجيش بشكل عام إلى أن الانتهاكات، إذا أثبتت، لم تكن نتيجة سياسة حددها كبار القادة.
وينخرط الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في الوقت الراهن في دعوى ضد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد تتهمه بالمسؤولية عن تعذيب وانتهاك المحتجزين لدى الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان.