انطلق حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية لعام 2008 في ملعب "عش الطائر" في العاصمة الصينية بكين.
وتضمن الحفل عرضا فنيا مبهرا للعد العكسي لبدء دورة بكين 2008.
ثم انطلقت الالعاب النارية في جميع أرجاء العاصمة الصينية لتعلن بدء افتتاح الدورة التي اختار منظموها أن تبدأ رسميا الساعة الثامنة والدقيقة الثامنة والثانية الثامنة في اليوم الثامن من الشهر الثامن من السنة الثامنة بعد الألفية الثانية.
والسر في ذلك أن 8 هو رقم الحظ لدى الصينيين.
ضم العرض عروضا مبهرة مستقاة من التراث الصيني
وبعد انطلاق حفل الافتتاح بدأت فرق الراقصين والراقصات باللباس التقليدي الصيني في إبهار المشاهدين برقصات تراثية.
ثم توالت عروض الليزر التي تتضمنت أيضا أشكالا وتصاميم من التاريخ الصيني.
وأثناء العروض المبهرة كانت الموسيقى الصينية هي سيدة ملعب عش الطائر.
وشكلت الصور المختلفة التي تعبر عن النهضة العمرانية في مدن الصين، أساسا لأحد العروض التي تتضمنها حفل الافتتاح.
ثم شكل الراقصون بأجسادهم شكل ملعب عش الطائر، فيما كان عازف البيانو الصيني لانج لانج يعزف مقطوعته. يشار الى أن لانج لانج هو أحد أشهر وأهم عازفي البيانو في العالم.
وفي عرض مبهر لاحق انشق ملعب "عش الطائر" لتخرج منه كرة عملاقة يتسلقها العارضون، وتحت الكرة كانت عروض الليزر تشكل الأجرام السماوية.
ورمز العرض إلى استكشاف الفضاء، وهو المجال الذي بدأت الصين العمل فيه منذ عدة سنوات.
وأثناء ذلك سمع الجمهور غناء مشتركا بين المغنية العالمية الشهيرة سارة برايتمان ومغني البوب الصيني ليو خوان.
وبعد جولة مبهرة من الالعاب النارية في أرجاء بكين وملعب عش الطائر، دخل العارضون الى الملعب وهم يمثلون 56 إثنية تعيش في الصين.
إحدى الفقرات التقليدية الراقصة في افتتاح أوليمبياد بكين
دخول الوفود ثم بدأت الوفود الرياضية التي تمثل دول العالم في الدخول الى الملعب وجاء الوفد اليوناني أولا، تكريما لدور اليونان التاريخي في انطلاق الالعاب الاولمبية التي انطلقت في أولمبيا سنة 776 قبل الميلاد.
وتتالت بعد ذلك الوفود حسب الترتيب الأبجدي الصيني ولذلك كانت الدول التي تبدأ بحرف G باللغة الانجليزي هي صاحبة أول وفود تدخل الى الملعب.
وكان الوفد اليمني هو أول وفد عربي يدخل الى ملعب عش الطائر.
وفي وقت لاحق دخل الوفد الاسرائيلي المكون من 44 رياضيا ووقف تحية له الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الذي يحضر حفل الافتتاح.
وبعد ذلك دخل الوفد الياباني الذي حياه الرئيس الياباني فوكودا. يشار الى أن العلاقات اليابانية والصينية تتوتر كلما أحيت اليابان ذكرى جنودها الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية في الصين عندما كانت الاخيرة مستعمرة من قبل اليابان.
وبالرغم من التطورات السياسية في موريتانيا والانقلاب العسكري الذي وقع يوم الاربعاء، دخل وفدها الرياضي المكون من عدد قليل من الرياضيين الى الملعب.
وخلال دخول الوفود كان الرئيس الامريكي جورج بوش يتابع العرض عبر نظارة مكبرة والى جانبه زوجته لورا بوش.
فيما كان الرئيس البرازيلي واقفا لتحية الوفود الرياضية الداخلة الى الملعب.
وبالرغم من الاضطرابات السياسية التي تشهدها باكستان ودعوات تنحية الرئيس برفيز مشرف، دخل الوفد الرياضي الباكستاني الى الملعب وحياه رئيس الوزراء الباكستاني.
ولاحقا دخل الوفد الفلسطيني المكون من 4 رياضيين فقط.
ودخل الوفد القطري المكون من 22 رياضيا والذي وقف لتحيته ولي عهد قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.
ولاحقا دخل الوفد الأسباني الرياضي الكبير والذي ضم لاعب التنس الأسباني رافييل نادال بطل بطولة ويمبلدون للتنس الاخيرة. وقد وقف لتحية الوفد ولي عهد أسبانيا الأمير الأمير فيليب.
ودخل الوفد العراقي المكون من 7 رياضيين والذي تلقى تحية خاصة من الجمهور الصيني.
ثم دخل الوفد الايراني والذي ضم رياضيات إيرانيات.
ولاحقا دخل الوفد الرياضي السوداني المكون من 13 رياضيا بينهم سيدة.
ودخل الوفد الرياضي الليبي المكون من 7 رياضيين.
ثم دخل الوفد الرياضي السعودي الذي يضم 17 رياضيا.
وبعد ذلك الوفد الجزائري الذي ضم 61 رياضيا وحياه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يجلس الى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وسبقت الدورة ردود أفعال سياسية من قبل الزعماء حضروا الافتتاح، وبينهم نحو 90 رئيس دولة، اي اربعة اضعاف العدد الذي كان موجودا في اثينا قبل اربع سنوات.
ويأتي على رأس هؤلاء الرئيس الامريكي جورج بوش الذي انتقد منذ وصوله الصين في مسألة حقوق الانسان، والفرنسي نيكولا ساركوزي والبرازيلي لويس انياسيو لولا والياباني ياسوو فوكودا، اما الرئيس العربي الوحيد فكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بالاضافة الى 160 وزيرا.
اما ابرز الغائبين فهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لتزامن حفل الافتتاح مع اجازتها الصيفية، ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الذي سيحضر حفل الختام، بالاضافة الى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني.
ويأتي هذا الحضور الضخم على الرغم من مطالبة العديد من منظمات حقوق الانسان بمقاطعة حضور الالعاب، لكن البعض فضل عدم اغضاب الصين وقوتها الاقتصادية القادمة وتجلى هذا الامر في تصريح للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال إنه "لا يمكن معاداة ربع الانسانية" في اشارة الى عدد سكان الصين المقدر بنحو 1.3 مليار نسمة.