باكستانيون يزوجون بناتهم لـ"القرآن الكريم"
في خبر محزن ومقلق معاً نشرته صحيفة الراية القطرية نقلاً عن "السياسة" الكويتية يوم امس، تطرقت الصحيفة إلى ما وصفته بـ" ظاهرة زواج نساء باكستانيات من القرآن الكريم" ، وهي الظاهرة التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الباكستانية، حيث تسعى الحكومة لمنعها، فيما تشجعها بعض الأسر خاصة في اقليم السند الجنوبي، وذلك لمنع المرأة من الزواج من أي شخص.
ويتم عقد قران المرأة على المصحف الشريف الذي يعتبر في هذه الحالة زوجها الذي تبقى معه في داخل الغرفة ولا يحل لها ان تقترب من اي رجل او تقترن بأي احد حتى لو مات ولي امرها لأن جميع الرجال يخشون ان تحل عليهم اللعنة اذا هم اقتربوا من امرأة متزوجة من القرآن!.
و بحسب تقرير أوردته صحيفة السياسة الكويتية، يقول علماء دين ومفكرون باكستانيون إنهم بالتعاون مع الحكومة وعلماء الاجتماع والناشطين السياسيين في إقليم السند الجنوبي الباكستاني يبذلون جهودا كبيرة من اجل القضاء على ظاهرة ما يعرف بـ"زواج المرأة من القرآن الكريم" بأمر من ولي أمرها (والدها أو شقيقها) لمنعها من الزواج من أي رجل كان.
ويوضحون ان هذه الجهود تأتي في وقت ترسخ فيه لدى العرقية السندية الباكستانية هذا النوع من الزواج من اجل استغلال الدين في حرمان المرأة من حقوقها الطبيعية في الزواج والانجاب والميراث،, بل وحق الحياة نفسه.
ووفقا للصحيفة، يقول الباحث الباكستاني طاهر حيات إن هناك بعض الاختلاف حول هذا النوع من الزواج الذي قال عنه عدد من المؤرخين إنه يمثل بعض التأثير المتبادل بين المسلمين والهندوس منذ فترة دولة الهند الواحدة وقبل انفصال باكستان في دولة مستقلة القرن الماضي عام 1947.
وحول كيفية عقد هذا الزواج يقول متابعون لهذه الظاهرة انه لا بد ان تكتمل في المرأة جميع الشروط الشرعية لعقد القران الصحيح. (وغالبا ما تكون من اسرة ذات سيادة ونفوذ تخشى عليها) ثم يتم عقد القران على نسخة من المصحف في حفل يحضره الأقارب والجيران، وبعد ذلك لا يحق للمرأة ان تتزوج رجلا طيلة حياتها لأنها تصبح شخصية مقدسة يرجع اليها الكثير من الناس للتبرك وقضاء الحوائج ورد الشرور باعتبار انها زوجة المصحف الشريف.
وروى الباحث طاهر حيات قصة امرأة تعرضت لهذا النوع من الزواج, مشيرا الى أنها بعد أن زوجها اقاربها من المصحف الشريف حملت وأنجبت،, وعندما سألها أهلها عن تفسير لما حدث, اضطرت إلى اخفاء حقيقة ( زواجها سراً)، وقالت إنها لم تدع أي شخص يقترب منها، فما كان منهم إلا أن أسبغوا على المولود هالة من القدسية وأصبحوا يفدون إليه للتبرك وللتداوي من الأمراض.
لقد أفزعني الخبر جداً، وأصبت برعشة في جسدي عند قراءته... لأنني أكتشف يوماً بعد يوم ان أزمتنا التي نعاني منها إنما هي ازمة داخلية مركبة تحتاج إلى ثورة اجتماعية وربما دينية شبيهة بتلك التي بدأت في صدر الدعوة الإسلامية بين جنبات مكة المكرمة .. الخبر يكشف جانباً بسيطاً من واقع الحال لكثير من المسلمين العرب وغير العرب وخاصة في باكستان والهند وإيران، وما دخل على الدين الإسلامي من شبهات أظهره للآخر بمظهر دين وثني لا سماوي ، دين قتل لا رحمة، دين يقوم على جلد البدن بالسيوف والخناجر، وضرب الطبول وحفلات "الزار" ، والدروشة .. وكان آخرها قبل أشهر قليلة عندما خرجت علينا معلمات من السعودية يعلمن الفتيات الصغيرات كيفية أداء "صلاة القبر" حيث تصلي الفتاة في ركن ضيق من غرفة معتمة لتكون الصلاة أكثر خشوعاً وتأملاً.. !!.
أما قصة الزواج من المصحف الشريف، فهي والله مصيبة ابتدعها الباكستانيون زوراً وبهتاناً فأحلوا ما حرم الله، وحرموا ما أحل حباً في المال والثروة، وتحدياً صارخاً للذات الإلهية التي أقرت حق المرأة في الميراث والزواج ، بل وان يكون لها الحرية في رفض وقبول من يتقدم لها على غير عادة العرب في جاهليتهم الاولى... وهي وإن كانت مصيبة، فقد سبقتها مصيبة ابتدعناها نحن العرب عندما جعلنا من القرآن الكريم شريط كاسيت لا تسمعه إلا عبر مكبرات سيارات دفن الموتى.. وبدلاً من أن يكون منهاج حياة أصبح لتزيين الخطابات وفاتحات الكتب والإهداءات وبروازاً يعلق على الحائط دون أن يعمل به.