المدير
| موضوع: شاطئ الحب 2009-03-31, 17:55 | |
| وقفت وحيدة في ليل مليء بالنجوم على شرفة بيت الشاطئ, راحت تحدق نحو المحيط الأزرق الواسع الذي يعانق الرمال الحريرية على الشاطئ, فجأة تحول المحيط الهادئ إلى أجواء عاصفة مظلمة حينما انتقلت بتفكيرها إلى عالم أخر اخترقته الآهات والدموع أضحى عقلها يتعذب بذكريات مروعه من الماضي, كثيرا ماحاولت أن تمحي تلك الذكريات لكن الآلام كانت الراجحة وكانت بوابة النسيان مقفلة كل مرة كانت تعود وتجمع تفاصيل وجهه المنحوت في قلبها بعيونه الكستنائية اللون التي كانت تهمس بكلمات مازالت تضعها في هذه الحالة البائسة يوما تلو يوم(أحبك للأبد), ذكريات تضعها في حالة دافئة عميقة حين تغرق في عبق الماضي وسرعان ماتحس بمرارة الألم حين تعود لهجير الواقع, أضحى النوم غريبا عليها منذ ذلك اليوم البائس الذي حول حياتها كلها ذلك اليوم الذي حفر بعقلها وروحها إلى ظلام تتناثر فيه الأحلام الضائعة, كان خطيبها الذي اجتاح حياتها وعلمها من الحب الكثير, تمزقت أفكارها وتشتت حين نادتها أختها تقول لها (هل ستحضرين؟؟ سنذهب إلى الملاهي القريبة) همست كالمغشي عليها بصوت يشوبه البكاء(اذهبوا وسألحق بكم) بدت أضواء الملاهي تتألق بشعاعها في الأجواء متلألئـة وكأنها عقد من الألماس تتوج المكان الذي كان يعج بالنشاط, تلك الملاهي التي أرجعتها إلى الذكريات حيث قضت فيها أجمل لحظات عمرها معه بصحبة عائلتها, هذا المكان الذي كانت تخاف منه حيث الأراجيح التي تتنافس مع مثيلاتها في أعلى نقطة في الأفق كانت تحس قلبها يقتلع من مكانه حين تحلق اللعبة بها عاليا ومن ثم تقف لوهلة تستعد بعدها للإنحدار المخيف كان يحاول أن يكسر طوق الخوف الذي يحيطها من الألعاب, تذكرت آخر مره قالت فيها(إذا حصل لي مكروه فتذكر إنني احبك), أحست ببرودة الظلمة حين انتشر رداؤه حول المكان ضمت ذراعيها حول صدرها وارتجفت شفاهها لتلك الذكريات التي تراقصت أمامها حين أخبرها يوما انه لايريد رؤيتها مره أخرى وانه لم يعد يحبها وطلب منها عدم الإتصال به هكذا بدون ذكر أي سبب, كبحت رغبة الغضب التي اعترتها وعلم والديها رغبته في فسخ الخطوبة كلماته القاسية كانت تعذبها لماذا يحصل لها ذلك؟ مالذنب الذي اقترفته؟؟ والدتها المجروحة لجرح ابنتها سرقت كل وسائل الاتصال به خوفا عليها, والدها لاذ في مأوى الصمت تاركا لها حريتها في اتخاذ قراراتها وهي ترى أوراقها الجميلة تتمزق أمامها مرهونة أمام حياتها التي سعدت بها معه, ناشدت صديقة مقربة لها أن تبحث عنه تستجوبه عن قراره المفاجئ وجاءها الجواب, الجواب الذي كان إعصارا تناثر في جسدها حطم ما أطالته حلقاته في نفسها وروحها, هاهو يقبع داخل مشفلى يصارع انتظار الأيام المتبقية من حياته انه ينتظر النهاية(انه مصــــاب بالســرطــان), صعقت اخبرها والدها الذي ساعدها في الوصول إليه شعرت أن جزءا منها يموت لم تتحمل وقررت أن تقابله دخلت الغرفة كانت الدموع تغرق عيناها وعيناه التي لم تكد تراها حتى همس(أنا آسف كان علي أن أخبرك ولكني اثرت أن لاتتألمي لااريدك أن تربطي حياتك مع حياة ميت لامحالة), أصرت أن لاتتركه وكانت تأتي كل يوم لزيارته, تكلس الألم في روحها كان في الدقيقة الأخيرة يقول(عديني أن لا تحزني طويلا املئي حياتك بالحب والأمل والنسيان شكرا لحبك الذي امتلكته للأبد), وبينما هي تمشي نحو الملاهي صمدت دمعة وحيدة على خدها ذكرتها بالشخص الذي أحبته | |
|