تعرف الأندية الجزائرية بدوري كرة القدم نهاية كل موسم رياضي انتقالات مكثفة للاعبين، غير أن هذا الموسم سجل إنفاق مبالغ خيالية فاقت في بعض الأحيان المليار دينار جزائري (نحو 14 مليون دولار).
واعتبر محللون أن هذه المبالغ لا تتناسب أحياناً مع مستويات اللاعبين خاصة الذين لم يتمكنوا بعد من الانضمام إلى المنتخبات الوطنية أو تحقيق مستويات استثنائية، مؤكدين أن المبالغ الخيالية التي يشترى بها اللاعب لا تمثل بأي حال قدراته الفنية وتفوق حجم عطائه في الملاعب.
أسعار خيالية
رئيس نادي نصر حسين داي مراد لحلو أكد بهذا الصدد في تصريح للجزيرة نت أن "تفاوت الأسعار يرتبط بالموقع الجغرافي للنادي. فلاعب أندية المناطق الداخلية يطمح في اللعب على مستوى أندية العاصمة التي تصرف أموالا طائلة".
وأضاف لحلو أن "اللاعب الذي يُشترى بأسعار خيالية لا يتمكن أحيانا من تسجيل ولو هدف مع فريقه الجديد مما قد يعرضه للسب والشتم". هذه الضغوط -حسب لحلو- "تؤثر سلبا على مردود اللاعب مما يثير سخط الجمهور الذي يتحول في بعض الأحيان إلى عنف في الملاعب".
وتحدث المسؤول عن "مفارقة غريبة تتمثل في تعمد بعض الأندية الغنية إلى شراء لاعب نادي الخصم" أو ترك اللاعب على مقاعد الاحتياط لعدم تأقلمه مع الفريق الجديد".
يشار إلى أنه رغم الأزمة المالية الخانقة التي تشهدها بعض الأندية، فإن انتقالات اللاعبين هذه السنة سجلت نسبة معتبرة مقارنة بالسنة الماضية.
وأوضح رئيس نادي نصر حسين داي في هذا الصدد أن انتقالات اللاعبين لا تخضع إلى قواعد واضحة وأن عملية الانتقالات تسودها فوضى عارمة، خاصة إذا تم الحديث عن الانتقال ستة اشهر قبل انتهاء العقد السابق".
ومن شأن هذه الوضعية -حسب لحلو- التأثير على أداء اللاعب الذي يظل فكره مشغولا بالعقد الجديد مع ناديه القادم وهذا بالطبع على حساب ناديه الحالي.
وأوضح أن "هذا الخلل في المنظومة الكروية يدفع باقي اللاعبين إلى التركيز على اللعب الفردي وتناسي اللعب لصالح الفريق ككل من أجل الظفر بعقد مماثل".
تأشيرة لأوروبا
يوسف ميمون انتقد تبذير الأندية
في استقدام اللاعبين (الجزيرة نت)
من جانبه قال المحلل الرياضي بجريدة الهداف يوسف ميمون في تصريح للجزيرة نت إن "ما يقدمه اللاعب على أرضية الملعب طيلة السنة لا يعادل ربع المبلغ المدفوع فيه".
وأضاف أن "صرف مبالغ طائلة في انتقالات اللاعبين فيها تبذير للمال العام بما أن معظم الأندية تدعم ماليا من طرف الدولة".
من جانب آخر تحدث ميمون عن ظاهرة أخرى تتمثل في أن النوادي الجزائرية شهدت مؤخرا تعاقدات مع لاعبين أفارقة قدوة بالأندية الأوروبية التي استفادت من خدمات لاعبين من القارة السمراء.
يشار هنا إلى أنه تم هذه الأيام تدعيم تشكيلة فريق البليدة بمهاجمين أفريقيين هما ممادو زكريا من غانا وشريف كوري من التوغو. ويفضل الأفارقة -حسب ميمون- اللعب في الأندية الجزائرية التي تعتبر بمثابة تأشيرة للوصول إلى الأندية الأوروبية خاصة الفرنسية منها.
واعتبر المحلل الرياضي أن "استقدام الأفارقة عادة ما يكون عن طريق وسطاء يتم التعاقد معهم بالعملة الصعبة" قائلا إن "أنظار السماسرة تتجه نحو الأجانب -خاصة بالدول الناطقة بالفرنسية- إلى الجزائر التي تعتبر محطة لاحتراف الأفارقة في أوروبا".
واستشهد ميمون بالعديد من اللاعبين ومن بينهم ممادو ديالو الذي لعب في اتحاد العاصمة ثم انتقل للاحتراف في فريق نانت الفرنسي واللاعب دياكيتي الذي لعب في فريق المولودية والتحق أيضا بفريق نيس الفرنسي وسليمان كايتا الذي انتقل من وفاق سطيف إلى أجاكسيو الفرنسي أيضا.