موضوع: أربعة شبان جزائريين يتعرضون للتعذيب والاستنطاق في ليبيا 2007-08-14, 01:30
اعتقلتهم عناصر الأمن 20 يوما في ظروف غامضة ودون أي تهمة أربعة شبان جزائريين يتعرضون للتعذيب والاستنطاق في ليبيا
لا يزال الشبان الأربعة، الذين وصلوا إلى الجزائر العاصمة صباح أمس، تحت صدمة ما تعرضوا له على الأراضي الليبية من ضرب وإهانات وتجريد من كل ما يملكونه· وأول ما فكر فيه هؤلاء فعله هو اللجوء إلى ''الخبر'' وفضح فظاعة معاملة السلطات الليبية لهم مدة عشرين يوما، ذاقوا خلالها أبشع أنواع التعذيب والاستنطاق والابتزاز، دون أن توجه لهم أية تهمة، إلى جانب تلقيهم عروضا للعمل كجواسيس لصالح الأمن الليبي، مما يفتح المجال للتساؤل حول دوافع اعتقالهم واستنطاقهم ومعاملتهم بسوء، إلى درجة وضعهم في زنزانة رفقة مساجين ليبيين مصابين بمرض السيدا، دون الاحتياط من خطر العدوى· ويطالب هؤلاء بتدخل وزارة الخارجية الجزائرية للاستفسار عن خلفية اعتقالهم، وهددوا بعرض قضيتهم على مختلف المنظمات الحقوقية· وروى الشاب عبد الوهاب علاوي، الذي يقيم بليبيا منذ أواخر 1997 وعمل في عدد من أكبر الشركات النفطية، أنه يعمل حاليا وبطريقة قانونية في أحد أفخر المطاعم السياحية بطرابلس ''مطعم المرجان''، ويقطن رفقة ثلاثة جزائريين (زبير محمد ويوسفي رابح وبلواني محمد) بمنزل كبير يضم عدة أفارقة يقع في شارع بن بركة بمنطقة بن عاشور بطرابلس· وقد تفاجأ الشبان الأربعة، في حدود الحادية عشرة ليلا من يوم 24 جويلية الفارط، بعملية اعتقال عنيفة من قبل أربعة أشخاص قدموا نفسهم على أنهم من المخابرات الليبية· ''لقد ضربوني بعنف ثم اقتادوني إلى مركز شرطة بزاوية دحماني، وتارة يتهمونني بحيازة الهيروين وتارة أخرى بالانتماء إلى جماعة إرهابية، وقضيت أنا وأصدقائي طول الليل واقفين على الركبتين والأيدي فوق الرأس ووجوهنا تقابل الحائط'' يقول عبد الوهاب· وفي اليوم الموالي تم اقتياد الشبان الأربعة إلى سجن يقع في طريق طاجورة، حيث قضوا أسبوعا كاملا في زنزانات لا تتوفر بها أدنى شروط الصحة· ''لقد كنا ننام بالقرب من دورة المياه ولا يطعموننا سوى بقطعة خبز يابس وحاف في الصباح، وقليل من السبافيتي في المساء· أما الماء فكانوا يعطوننا نصف لتر نقتسمه بين اثنين لمدة يومين، حتى كدنا نموت عطشا تحت درجة حرارة تفوق الخمسين''· هذا ما قاله رابح يوسفي الذي لا زال جسمه يحتفظ بآثار الضرب والتعذيب في اليدين والحوض· وكان عبد الوهاب الأكثـر تعرضا إلى التعذيب والاستنطاق، حيث طلب منه المحققون الليبيون معلومات دقيقة بشأن قياديين بارزين في جبهة الإنقاذ المحلة، خاصة عباسي مدني وعلي بلحاج· وطلبوا منه كتابة قائمة اسمية بأبرز القياديين المعروفين ومكان تواجدهم حاليا· وعندما امتنع عبد الوهاب عن ذلك، لأنه لا يعرف مثل هذه الأشياء، وطالب بحضور سفير الجزائر بليبيا، تعرض للمزيد من التعنيف· ''لقد ضربني أحدهم بقوة وقال لي أنت في ليبيا ولا تذكر اسم السفارة الجزائرية على لسانك''· ''لقد طلبوا مني أيضا كتابة كل الأماكن التي أتردد عليها في تونس والعائلات والأشخاص الذين زرتهم هناك· ثم سألوني عن علاقة هؤلاء بالهيروين· لقد كدت أجن· أحيانا يتهمونني بالمتاجرة في الهيروين وهو مخدر لم أره في حياتي، وتارة أخرى يتهمونني بالانتماء إلى جماعات إرهابية· وبعد كل ما تعرضت له، عرضوا عليّ أن أعمل لحسابهم وأزودهم بمعلومات أمنية تخص الجزائر'' يضيف عبد الوهاب الذي قال إنه تعرض لنزيف دموي على مستوى الأنف عدة مرات من شدة الضرب وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب إصابته بإمساك حاد دام مدة 20 يوما، يعتقد أنه بسبب الصدمة والخوف· وبعد أسبوع من العذاب في زنزانات رهيبة بطاجورة، تم يوم 30 جويلية الماضي اقتياد المواطنين الأربعة مقيدين بالأغلال إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والآفات العقلية، في منطقة عين زارة· وهناك تعرضوا للتحقيق طوال النهار· ''لقد استقبلنا في البداية مسؤول برتبة عقيد وسأل الشرطيين عن سبب اعتقالنا، لكنهم لم يجيبوه· وقد اختفت تماما العناصر التي اعتقلتنا في البداية، ثم اعترفت إدارة المؤسسة بعدم وجود تهمة ضدنا''· بعدها تم اقتياد المواطنين الأربعة إلى إدارة تعليمات المكافحة الواقع بمنطقة دريبي· وهناك تم فصل الشبان الأربعة ووضع كل واحد منهم في زنزانة، ووضعوا مع كل واحد منهم سجينا ليبيا مدمنا على المخدرات ومصابا بمرض السيدا، باعتراف هؤلاء المصابين وعمال السجن· ''هم يعلمون أن المرض خطير ومعد، وبالرغم من ذلك يجلبون لنا الحليب في زجاجة دون إحضار كأس، مما يهدد بإصابتنا بالعدوى، إلى جانب غياب التهوية في الزنزانات· نحن نشك الآن أننا أصبنا بالعدوى، وأول شيء سنفعله بعد لقائنا معكم هو الذهاب إلى المستشفى لإجراء فحص طبي كامل'' يقول رابح، قبل أن يضيف عبد الوهاب أن مدير إدارة تعليمات المكافحة اعتذر لهم واعترف ضمنيا بأن المسألة تتعلق بردة فعل انتقامية، حين أكد أن ثلاثة شبان ليبيين تعرضوا إلى معاملة سيئة من قبل السلطات الجزائرية التي اتهمتهم بالانتماء إلى جماعة إرهابية· ''الآن لا يسمح لأي ليبي تحت 35 سنة بالدخول إلى الأراضي الجزائرية، هذا ما قاله مدير الإدارة حسب ما رواه الضحايا الأربعة الذين تم اقتيادهم فيما بعد إلى سجن الجوازات والهجرة الواقع بفلاح، وهناك تم وضع تأشيرة خروج على جوازاتهم لينقلوا في قفص حديدي على متن شاحنة صغيرة رفقة امرأة جزائرية، قالت إنها اعتقلت من الفندق الذي أقامت به في طرابلس، وسلموا لشرطة الحدود بدبداب لتسلمهم شرطة الحدود لمركز شرطة بإن أميناس، ومنها سافروا إلى العاصمة·