في قرار اعتبره مجمل المتابعين للحقل الرياضي المغربي مفاجئا جاء تعيين المدرب الفرنسي هنري ميشال مدربا لأسود الأطلس خلفا للإطار المغربي محمد فاخر الذي طلب إعفائه من مهامه بعد نجاحه في التأهل لأمم إفريقيا 2008 المزمع إجرائها يناير القادم بغانا.
و بدأ قصة ربط هنري ميشال بتدريب المنتخب المغربي فور قرار هدا الأخير الاستقالة من منصبه على رأس الإدارة التقنية لنادي الزمالك بشكل مفاجئ، الاستقالة التي ربطها العديد من المحللين بعرض مقدم من الجامعة المغربية لتدريب منتخبها الأول و رغم نفي الجامعة المغربية لأي مفاوضات كانت تجرى إلا أن قرار التعيين لم يتأخر كثيرا.
تعيين هنري ميشال مدربا لأسود الأطلس لا يعتبر بتلك المفاجئة الكبرى نظرا للعديد من الاحتجاجات التي أبداها سواء الجمهور المغربي على حالة الفريق الذي لم يقدم المستوى المطلوب طوال فترة محمد فاخر كمدرب على الرغم من نجاحه في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية، الشيء الأخر و الذي عجل برحيل فاخر عن الأسود كانت المشاكل بينه و بين عدد من اللاعبين البارزين في المنتخب و الذين ربطوا عودتهم للمنتخب بإبعاد فاخر و هو ما أكده عدة مسئولين جامعيين لعدد من الصحف المغربية.
محمد فاخر الذي كان قد تولى تدريب المنتخب المغربي في وقت حرج للغاية حين اشرف على الفريق قبل أسبوعين فقط من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2006 التي جرت بمصر و التي خرج منها المنتخب المغربي بخفي حنين حين تعادل في مبارتين و انهزم في الأخرى ليخرج من الدور الأول دون أن يسجل أي هدف في البطولة، و رغم هده النتائج المتواضعة واصل محمد فاخر مغامرته رفقة الأسود و استطاع بعد ذلك تحقيق ثلاث انتصارات من أصل أربع مباريات رسمية في اقصائيات كأس الأمم الإفريقية إلا أن هدا لم يشفع له كسب حب و ود الجماهير المغربية التي شككت كثيرا من العقم التكتيكي الذي ظل يرافق المنتخب المغربي طوال فترته على رأس الإدارة التقنية.
برحيل فاخر و تعيين هنري ميشال يكون هدا الأخير مع فترة تدريبية الثانية له في حياته رفقة المنتخب المغربي، فقد سبق له أن قاد كثيبة الأسود من سنة 1995 حتى 2000 و قاد خلالها أحد ابرز المنتخبات في تاريخ المغرب حين نجح بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا و عزف رفقة بصير حجي نيبت لخلج و العديد من اللاعبين الآخرين سيمفونية من أحلى السيمفونيات في تاريخ المشاركات العربية في كأس العالم و لولا التواطؤ الذي حصل بين البرازيل و النورفيج لكان لكثيبة هنري آنذاك مشوار آخر في الأدوار المتقدمة.
و أقيل هنري ميشال سنة 2000 بعد الأداء الباهت خلال كأس إفريقيا التي جرت مناصفة بين غانا و نيجيريا، إذن ها هو هنري ميشال من جديد مدربا لأسود الأطلس و بنفس الهدف الذي كان قد تم التعاقد معه قبل 12 سنة و هو ضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم و لكن هده المرة لسنة 2010 بجنوب إفريقيا، فهل يستطيع ميشال تحقيق ثاني إنجاز عالمي له رفقة الأسود؟
سؤال سوف تكون مستقبل الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عليه.