رسائل السلطان سليم الى الشاه إسماعيل
قال فريد/190: (وفي أثناء مسيره تبادل مع الشاه إسماعيل رسائل مفعمة بالسباب)
أقول: هذا الرسائل مادة مهمة لفهم التاريخ وشخصية أصحابها ، ولم يذكرها محمد فريد محافظة على سمعة سيده السلطان سليم ، لكن الأقل اتزاناً منه حذفوا منها وغيروا فيها وتبجحوا بفقرات منها ! مثل الدكتور نبيل عبد الحي رضوان في كتابه: جهود العثمانيين لإنقاذ الأندلس/435، وعبد اللطيف بحراوي في كتابه فتح العثمانيين عدن/113، وقبلهما النهروالي الهندي المعاصر للسلطان سليم المتعصب له، كما روى عنه العصامي في سمت النجوم/1331، قال
وأما سبب ركوبه ومقاتلته لإسماعيل شاه فإن إسماعيل هذا طغى وبغى وصار يقتل من ظفر به قتلاً ذريعاً ولا يمسك شيئاً من الخزائن بل يفرقها في الحال على عساكره ، إلى أن ملك تبريز وأذربيجان وبغداد وعراق العجم وخراسان ، وكان يدعي الربوبية وكان عسكره يسجدون له! وقتل خلقاً لايحصون ينيفون على ألف ألف أو يزيدون ! بحيث لايعهد في الإسلام ولا في الجاهلية مقدار ما قتله شاه إسماعيل هذا ! وهو من ملوك العجم الموسومين بقزل باش . وكان ركوبه عليه سنة عشرين وتسعمائة ، فحاربهم الحرب الشديد وانتصر عليهم وملك غالب بلادهم مع مزيد قوتهم وعزتهم ، وكان قبل الحرب كتب إليهم كتاباً فلم يعبؤوا به ، ثم كتب إليهم كتاباً آخر أغلظ عليهم فيه ووسمهم بالخوف والجبن عن اللقاء، فاستنهضهم به ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وصورة الكتاب الأول:
ليعلم إسماعيل بهادر أصلح الله أحواله أن جميع أهل الشرائع والأحكام وعلماء الدين والإسلام المحبين لشريعة سيد الأنام ، قد أفتوا بكفرك وفسادك وضلالك وعنادك، لارتكابك العقائد الفاسدة والضلالات الكاسحة ، والأحوال الفظيعة والأقوال القبيحة الشنيعة ! ومن استحل ما حرم الله فلا شك في كفره ! فلذلك نشرتُ الأعلام الإسلامية والرايات الدينية وسرتُ إلى بلادك لإمحاء رسمك ووجودك ، واضمحلال إسمك وجنودك ، لكن لما كان من سنة الدين وطريق الحق المبين الإخبار والإعلام بالدعوة إلى اتباع شريعة الإسلام ، قبل الإلجاء بالسيف حين لا يفيد أين ولا كيف ، أرسلت إليك مخبراً بأنك إن أخلصت التوبة وصدقت في الأوبة ورجعت عن تلك العقائد القبيحة الفظيعة ، فقد فزت بالمقصد الأسنى ، ولك الأمان مع الزيادة في الحسنى . وإن لم ترجع فلتعلم أني قد سرت إليك بآيات النصر والتمكين ، ورايات الظفر المبين ، عملاً بقوله تعالى: قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ، لترمى بالعذاب مجاهرة والنكال مجاهرة ، والسلام على من اتبع الهدى .
فلم يرتدع لذلك ، فأرسل إليه بكتاب ثان بديع اللفظ والمعاني ، فلم يرتدع لفرط العتو والطغيان ، فسار إليه السلطان سليم فتلاقيا في شالدران) !
أقول: بدأ السلطان سليم رسالته بتكفير الشاه إسماعيل وبيَّن أنه يستند في ذلك الى فتوى جميع (علماء الدين والإسلام المحبين لشريعة سيد الأنام) ! وأن حيثية حكمهم بتكفيره: (لارتكابك العقائد الفاسدة والضلالات الكاسحة) أي لأنك شيعي ! وهو نفس الحكم الذي أمر سليم المفتين بإصداره في حق شيعة تركيا ، وجعله سبباً شرعياً لقتلهم فشنَّ عليهم حملة إبادة وتشريد