يحتفل العالم في الثالث من ديسمبر/كانون أول من كل عام باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة. ويهدف اليوم الذي بدأت الأمم المتحدة الاحتفال به عام 1993، إلى تعزيز فهم القضايا ذات العلاقة بالإعاقة وتحريك الدعم لحصول ذوي الاحتياجات الخاصة على حقوقهم في كافة أنحاء العالم. وفي ذات الوقت، يحتفل العالم العربي بالعقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي انطلق عام 2003 ويستمر حتى عام 2012. غير أنه في الوقت الذي يلقى فيه المعاقون في المجتمعات المتقدمة الاهتمام من صُنّاع القرار وتفهّم المجتمع لحاجاتهم، إلا أنهم ما يزالون في عالمنا العربي يواجهون مشاكل تتعلق بتوفير الحكومات للوسائل التي تعينهم على عيش حياة عادية ونظرة المجتمع لهم. الدكتور نواف كبّارة رئيس المنظمة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة يقول: "أعلنت الجامعة العربية هذا العقد من الزمان عقداً عربياً لذوي الاحتياجات الخاصة وفيه نأمل بوضع تشريعات تضمن للمعاق العربي حقوقه في كافة مجالات الحياة وتؤطر للدور الفعال الذي يمكن أن يقوم به في سبيل خدمة مجتمعه". وينادي العقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة بوضع قوانين من شأنها تأمين حقوق المعاقين بالعالم العربي وتوفير الفرص المتكافئة لهم وتعزيز مشاركتهم في أنشطة الحياة المختلفة. حياتهم في الشرق والغرب وائل ومحمد عمر عابدين، شقيقان كفيفان في العشرينات من العمر. يعيش المحامي وائل بالخرطوم بينما يدرس محمد بجامعة طوكيو للدراسات الأجنبية باليابان. فكيف يعيش كل منهما حياته في مجتمعين مختلفين من حيث التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة؟ يقول وائل:"لم أدرس في مدارس خاصة بالمكفوفين، ولكنني درست في مدارس عامة وكانت تواجهني الكثير من المشاكل واعتمادي الكامل كان على زملائي وأصدقائي". ويضيف وائل: "المشكلة في العالم العربي أن المجتمع يحيط المعاق بالكثير من الشفقة والعطف والخوف عليه وهو ما لا يحتاجه أبدأ. نحن في حاجة للثقة في قدراتنا ومنحنا الوسائل التي تساعدنا على عيش حياتنا بطريقة مستقلة ونتمكن من تحقيق ما نطمح إليه". "وحتى عندما يتمكن الشخص باجتهاده الشخصي ومثابرته من التفوق الدراسي والتخرج من الجامعة بعد طول كد وتعب، يخرج إلى الحياة العملية ليفاجأ بالكثير من العقبات التي تمنعه من العمل في المجال الذي تخصص وبرع فيه ويجد نفسه مضطراً للقبول بمهن لا تمت بصلة لما درسه فقط لأنه معاق".
أما محمد فيحكي لنا عن تجربته مع المجتمع الياباني فيقول: "حضرت إلى اليابان بعد أن لم أتمكن من إكمال دراسة القانون بجامعة الخرطوم لأنها غير مهيأة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. قطعت دراسة القانون وسافرت لليابان لدراسة الوخز بالإبر والعلاج الطبيعي وهما تخصصان على صلة وثيقة بالطب ويدلان على أن المجتمع الياباني يضع ثقته الكاملة في المعاقين لدرجة السماح لهم بالعمل في هذا المجال." كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية.
ويضيف محمد: "عندما التحقت بالجامعة وفرت لي الجامعة كل الأجهزة والعون البشري من أجل التأكد من أنني أحصل على كل حقوقي التي يمنحها لي القانون. تمكنت لأول مرة من الاعتماد على نفسي بشكل كامل وأتحرك في شوارع طوكيو دون مساعدة من أي أحد". "أعتقد أن مشكلتنا في العالم العربي ترتبط بشكل كبير بالإمكانيات الاقتصادية لكل بلد ولكن المشكلة الأكبر هي في استعداد المجتمع العربي لتقبل المعاق والتأكد من أنه إن وجد المساندة الكافية يمكنه أن يحقق إنجازات عظيمة". نظرة المجتمع ويسعى العقد العربي للمعاق لبلوغ العديد من الأهداف من ضمنها تغيير نظرة المجتمع للإعاقة بشكل عام وتغيير نظرته للمعاق نفسه على وجه الخصوص، فكيف ستتمكن المنظمة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة من تحقيق ذلك؟ يقول الدكتور نواف كبارة رئيس المنظمة إنه من الصعوبة بمكان تغيير نظرة المجتمع للمعاق العربي، ولكن المنظمة تعمل جاهدة على تصحيح الصورة الذهنية للمعاق في العقلية العربية. ويضيف: "نحن نسعى بكل ما لدينا من طاقة وعضوية في جميع أنحاء العالم العربي وموارد محدودة من تصحيح تلك الصورة عن طريق التركيز على توعية المجتمع عبر أجهزة الإعلام المختلفة ونأمل في أن يصل صوتنا إلى جميع أرجاء العالم العربي".
آمال كبيرة تطمح إليها المنظمة العربية لذوي الحاجات الخاصة وتتعلق بها آمال ملايين المعاقين العرب الذي يحلمون بتحقيقها في المستقبل القريب.